بالعبارات ، أو يكنّى عن ذاتيّته بالكنايات ، وسبحانه عمّا يصفه الواصفون ، ويعرّفه العارفون.
فالذكر إنّما يقع على أسمائه تعالى لا على ذاته البحت المجرّد عن التعيّنات ، وما تراه من وقوعه على الذات ؛ كما في قوله : (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) (١) وقوله : (اذْكُرُوا اللهَ) (٢) ونحو ذلك ممّا لا يحصى ، فمؤوّل بحذف المضاف ، أو بغيره من الوجوه الّتي لا يأباها العقل السليم.
الرابع : في أفراد الاسم مع أنّ لله عزّ وجلّ أسماء كثيرة إشارة إلى أنّ الأسماء كلّها راجعة إلى الاسم الواحد ، وهو لفظ الجلالة ، فإنّه يدلّ على الذات المستجمع لجميع الصفات ، بخلاف سائر الأسماء ، فإنّ كلّ واحد منها يدلّ على صفة كماليّة من صفاته ، ألا ترى إلى «الرحمن» كيف لا يدلّ إلّا على صفته الرحمانيّة ، و «الغفّار» لا يدلّ إلّا على غفّاريّته ، وهكذا.
وأمّا «الله» فيدلّ على جميع الصفات الّتي يدلّ عليها جميع الأسماء ، فإذا قلت «يا الله» فكأنّما قلت «يا رحمن ويا رحيم ويا غفّار ويا قدير ...» إلى آخره.
فذلك هو اسمه الحقيقيّ ، فإنّ الاسم : ما يدلّ على المسمّى على ما هو عليه ، ولفظ الجلالة إنّما يكون بهذه المثابة لدلالته على مجموع المسمّى ، فهو الإسلام المطابقيّ بخلاف البواقي ، فإنّها أسماء تضمّنيّة لا يستقلّ كلّ منها إلّا في الخاصّيّة الواحدة ، وأمّا الجلالة فمنشأ لجميع الخواصّ والتأثيرات ، فما ينبغي ذكره للنبيّ صلّى الله عليه وآله الّذي هو المظهر
__________________
(١) الإنسان : ٢٥.
(٢) الأحزاب : ٤١.