عرف الحقّ أو عرفه بزعمه بريّا عن العالم وعريّا عنه فما عرفه ولا عرفه ... إلى آخره.
وذلك هو مذهب أكثر الصوفيّة المحجوبة عن نور الحقّ.
وحاصل المعنى على ذلك أنّ الله خلق العالم صورة ذاته ، فذاته حقيقة العالم ، وظاهر العالم صورة الحقّ ، وباطنه الحقّ ، وهو وجه كلّ شيء ، فلا يفنى كما تفنى صورته ؛ كما قال : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (١) أي حقيقة كلّ شيء.
وقال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ * وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٢).
فمتعلّق الفناء الصورة ، والبقاء الوجه الّذي هو الحقيقة ، فإنّ الأوّل حادث كثيف ، والثاني قديم لطيف ؛ كما قيل : إنّ الله لطف نفسه فسمّاه حقّا وكسفه فسمّاه خلقا.
فما الخلق في التمثال إلّا كثلجة |
|
وأنت لها الماء الّذي هو نابع |
خدايى ليك در صورت نمودار |
|
خدايى اين حجاب از پيش بردار |
چرا در صورت خود مبتلايى |
|
چو صورت برفكندى خود خدايى |
* * *
فقال أتدري من أنا قلت أنت يا |
|
مناي أنا إذ كنت أنت حقيقتي |
فقال كذاك الأمر لكنّما إذا |
|
تعيّنت الأشياء بي كنت نسختي |
تكثّرت الأشياء والكلّ واحد |
|
صفات وذات ضمّتا في هويّة |
__________________
(١) القصص : ٨٨.
(٢) الرحمن : ٢٦ ـ ٢٧.