ينبغي أن يفسّر الحديث.
وفسّره بعض بأنّ المراد الإشارة إلى غموض درك حقيقة النفس. وهو حسن أيضا ؛ كما لا يخفى.
ومنها : أنّ المراد بـ «آدم» الإنسان الكبير ، وهو العالم كلّه ، فإنّ مجموع الفلكيّات والعنصريّات ـ على ما ذكره جماعة من الحكماء ـ كبدن واحد ، والعقل الأوّل روحه ، والنفس الكلّيّة قلبه ، وروحانيّات الكواكب كلّها قواه.
ألا ترى إلى المحكيّ عن الشيخ المقتول شهاب الدين السهرورديّ في «التلويحات» حيث قال : الحكماء أخذوا العالم حيوانا واحدا سمّوا جسمه الجسم الكلّ ، له نفس واحدة ناطقة هي مجموع النفوس ، وعقل واحد هو مجموع العقول ، وسمّوا مجموع النفوس نفس الكلّ ، ومجموع العقول عقل الكلّ ... إلى آخره.
وب «الصورة» مقابل الحقيقة المكنونة ، ليكون إشارة إلى أنّ الله تعالى عين كلّ شيء وحقيقته ، وأنّ العالم صورته ؛ كما قال محيي الدين في الفصّ الهوديّ من «الفصوص» : العالم صورة الحقّ ، وهو روح العالم المدبّر له ، فهو الإنسان الكبير ... إلى آخره.
وقال أيضا في الفصّ النوحيّ : إنّ للحقّ في كلّ خلق ظهورا خاصّا ، فهو الظاهر في كلّ مفهوم ، وهو الباطن عن كلّ فهم ، إلّا عن فهم من قال إنّ العالم صورته وهويّته ... إلى آخره.
وقال مؤيّد الدين في شرح الفصوص : من عرف شيئا من العالم وعرفه عريّا عن الحقّ فما عرفه ، ولا عرفه على ما هو عليه ، وكذلك بالعكس من