السابعة : قال الباقر عليه السلام في تفسير الآية : إمّا آخذ فشاكر ، وإمّا تارك فكافر (١).
وقال الصادق عليه السلام : عرفناه إمّا آخذا وإمّا تاركا (٢).
أقول : لعلّ المراد الأخذ بولاية عليّ عليه السلام وتركها فإنّ الآخذ شاكر ، والتارك كافر.
وتحقيق ذلك أنّ عليّا عليه السلام لمّا فاز بمقام الولاية الخاصّة كان مبيّنا لجميع الأحكام الإلهيّة الّتي أوحاها إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وعارفا بحقائقها على ما هي عليه ، ولم يكن أحد غيره لائقا لذلك المقام الشريف ، ومستحقّا له ، فما ترك الرسول حكما إلّا وقد بيّنه عليّ وصيّه حتّى ما كان للأمّة أن يضلّوا بعده صلّى الله عليه وآله ، لأنّ الوصيّ هاد للأمّة بعد النبيّ ، فله عليه السلام حقّ عظيم على الأمّة.
كيف وقد أنعم عليهم بنعماء روحانيّة ؛ حيث هداهم السبيل إلى الحقّ ، وكشف عن أسرار التوحيد ، وألاح لهم أنوار التجريد.
وذلك واضح على من تتّبع كلماته عليه السلام وخطبه ودعواته ، فهو المنعم وواسطة الفيض من الحقّ إلى الخلق ، فيجب شكره على الخلق ، لشهادة العقل بوجوب شكر المنعم.
وقال عليه السلام : من لم يشكر المنعم من المخلوق لم يشكر الخالق (٣).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٣٨٤.
(٢) التوحيد : ٤١١.
(٣) انظر : عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٤.