لا يقع بعض منه إما لاحتمال أن لا يوجد شرط تأثير مقتضيه ، أو لوجود المانع من التأثير.
وذلك يعني : أن يصبح ضعيف السند ، وصحيحه من تلك الروايات بمنزلةٍ واحدة ، من حيث عدم إمكانية التنبوء بحتمية حصوله في المستقبل ، فإن كل ما أخبرت عنه تلك الروايات يصبح في معرض أن لا يتحقق ولا يكون. وإن كان احتمال الحصول في الروايات الصحيحة أقوى منه في غيرها.
فلا مجال بعد لرسم خريطة للأحداث المستقبلية ، ولا يصح صرف الجهد في التعرف على ما سيحدث ، ومحاولات من هذا القبيل لن يكون لها الأثر المطلوب في ترغيب الناس ، أو ترهيبهم ، ما دام أنه لم يعد ثمة مجال للاستفادة من الأخبار صحيحها وسقيمها إلا بعد وقوع الحدث. فيأتي حينئذ دور المقارنة بين ما هو مذكور في الرواية ، وبين ما وقع فعلاً ويكون الإيمان به ، أو عدمه على هذا الأساس.
ولأجل تتميم البحث ، فإننا نذكر فيما يلي طائفة من الروايات التي بيّنت العلامات التي هي من المحتوم.
وسوف يلاحظ القارئ : إذا راجع ـ كتب الرجال ـ أن من بين هذه الروايات ما هو معتبر من حيث السند ، مع عدم وجود ما يقتضي التشكيك في متنه.
وقد جاء ما اخترناه على قسمين (١) :
__________________
(١) اعتمادنا في العلامات المذكورة على مصادر محدودة ولم نحاول الاستقصاء لها في سائر المصادر مع أنها من الكثيرة بمكان.