وبعد هذا التوضيح الذي ذكرناه نقول :
أن هذا الحل يتلخص في إعطاء ضابطة عامة للأحاديث التي تتحدث عن المستقبل ، وعن علامات الظهور للإمام الحجة ( عجل الله فرجه ) ، تشير إلى أنها جميعاً حتى ما صح سنده منها إنما تتحدث عن أمور ليست بأجمعها حتمية الوقوع ، فمن الجائز أن لا يقع بعض منها ، ولكن هذا البعض لا يمكن لنا تحديده بالدقة.
والسبب في ذلك هو : أن الإمام عليهالسلام أو النبي صلىاللهعليهوآله ، إنما يتحدث ويخبر عن تحقق المقتضي لوجود ظاهرة ، أو حدث مّا وفق ما هو مخزون في علم الغيب. بحيث لو سارت الأحداث على طبيعتها لتحقق ذلك المقتضي.
ولكنه عليهالسلام لم يخبر عن شرائط تأثير تلك المقتضيات هل سوف توجد أم لا ؟ كما أنه لم يخبر عن الموانع التي قد تعرض للمقتضي ، وتمنعه من التأثير.
وإذن .. فإذا تحقق شيء مما أخبر عنه عليهالسلام ، فإن ذلك يكشف عن تحقق شرائطه ، وفقد موانعه ، وتمامية عناصر علته ، وإذا لم يتحقق ، فإن ذلك يكشف عن عروض مانع ، أو فقد شرط تأثير ذلك المقتضي.
فهو عليهالسلام إذن إنما يخبر عن أمور قد تختلف في المآل والنتيجة ، ولكنها متحدة ، وذات طبيعة واحدة ، وفي نسق واحد من حيث تحقق مقتضياتها.
وهذا بالذات هو ما تعنيه الروايات التي نصت على حتمية بعض علامات الظهور ، وأوضحت أن سائر ما يُذكَر في الروايات مما عدا ذلك قد