والعزائم ، ليصبح العدو ـ من ثم ـ أقدر على توجيه الضربات الساحقة ، والماحقة ، لكل جهد مخلص ، أساسي وبنّاء.
نعم .. إنهم : ما كانوا يريدون ربط الناس بما سيقع ، وإنما بما وقع. أي أنهم يريدون للناس أن يستفيدوا مما وقع ومضى لينعش بهم الأمل ، ويشحذ الهمم والعزائم ليمنحهم اليقين ، ويهب لهم حالة السكون والركون إلى الحق ، والارتباط العاطفي والشعوري بقائد المسيرة ورائدها ، بعد الانتهاء من مرحلة الارتكاز العقائدي المستند إلى القناعات الناشئة عن وسائل الإثبات للأصول والمنطلقات الأوليّة في مسائل الإمامة على صعيد مفاهيمها الأساسية من جهة ، وعلى صعيد التجسيد الحي في المثل الحي للإمامة الحاضرة ، من جهة أخرى.
ولا شك في أن وجود هذا الارتباط العاطفي والشعوري ، وذلك السكون والركون يصبح ضرورة ملحة ، حينما يبدو أن الناس قد بدأوا يتعاملون مع قضية الإمام المهدي كمرتكز عقائدي ، لا يملك من الروافد الشعورية والعاطفيّة إلا القليل القليل ، الذي لا أثر له في موقع الحركة ، وتسجيل الموقف.
فالمطلوب إذن ، هو أن يسهم ما وقع في بعث الأمل ورفع درجة الإحساس ، والشعور والارتباط بالقائد وبالقيادة إلى مستوى أعلى وأكثر حيوية وفاعلية فيه الكثير من الجدّية ، والمزيد من العطاء. ويعمق في الإنسان المسلم المزيد من الشعور بالمسؤولية ، والإحساس بالرقابة ، ليعيش في رحاب الإمامة بكل ما فيها من معان ، وكل ما تمثله من عطاء ، في مجال الحركة والعمل والسلوك والموقف ، وفي جميع مفردات حياته التي يعيشها.