والحمل بما حمل في «الذخيرة» من أنّ الخروج عن الواجبات تحقّق قبله وإن أراد أن يأتي بالمستحبّات بعد ذلك (١) فالخروج عنها بالسلام علينا ، فيه ما فيه ، لأنّ «السلام عليكم» بعده البتّة ـ كما لا يخفى على من له أدنى ملاحظة ـ فيصير «السلام عليكم» مثل تسبيح الزهراء عليهاالسلام وغيره من التعقيبات بلا شبهة.
وقال في «الذخيرة» ـ بعد ما ذكر توجيهه ، وما ذكر من أنّ ظاهر كلام الشيخين انحصار المخرج عن الصلاة في التسليم ـ : قال في «الذكرى» : هو ظاهر كلام الباقين (٢) ، ويلزم من ذلك بقاؤه في الصلاة بدون التسليم ، وإن طال ما لم يخرج عن كونه مصلّيا ، أو يأت بمناف ، ولا استبعاد في ذلك ، ولا يلزم من ذلك تحريم ما يجب تركه ، ولا إيجاب ما يجب فعله في الصلاة ، بجواز اختصاص ذلك بما قبل الفراغ من الواجبات.
نعم ، يبقى من آثار البقاء على الصلاة المحافظة على الشروط ، وثواب المصلّي ، واستحباب الدعاء ، صرّح بذلك كلّه في «الذكرى» (٣) ، انتهى.
وفيه ما فيه ، لأنّ حمل ما دلّ على انحصار التحليل في التسليم في الأخبار وكلام الأخيار على ذلك في غاية الاستبعاد ، إذ لو حصل تحليل كلّ ما حرم فعله قبل التسليم ، فبالتسليم لا يحصل تحليل شيء أصلا ، لبداهة استحالة تحصيل الحاصل ، وكون التسليم آخر مستحبّات الصلاة ، شرطه الطهارة والاستقبال وغيرهما ، ويزيد ثواب الصلاة وغير ذلك ، أيّ مناسبة له بالتحليل ، فضلا عن انحصار التحليل في آخر التسليم (٤)؟
__________________
(١) ذخيرة المعاد : ٢٩١.
(٢) ذكرى الشيعة : ٣ / ٤٢٩.
(٣) ذخيرة المعاد : ٢٩١ ، لاحظ! ذكرى الشيعة : ٣ / ٤٣١.
(٤) لم يرد في (د ١ ، د ٢) و (ك) : في آخر التسليم.