أعلمهم بالسنّة وأفقههم في الدين ، أصبحهم وجها.
وأمّا مختار غير واحد من المحقّقين ، فلما ورد في القرآن من قوله تعالى (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (١) الآية. وقوله (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي) (٢) الآية ، وغيرهما ممّا ظهر منه كمال الاعتبار بشأن الفقيه ونهاية مدحه.
وأمّا الأخبار ، فهي متواترة جدّا مع نهاية علوّ مضامينها ، بل يظهر من أكثرها عدم المناسبة (٣) ، مع أنّه في أخبار كثيرة (٤) تقديم ما وافق القرآن على ما لم يوافقه ، مع أنّ ما في القرآن قطعي متنا وسندا.
على أنّ الرضا عليهالسلام قدّم العالم على السيّد الهاشمي في المجلس ، وقال للهاشمي : «أنتم سادة الناس ، والعلماء سادتكم» (٥).
مع أنّ أكثر المشهور أو كلّهم حكموا بتقديم الهاشمي في المقام على غيرهم مطلقا ، إذا كانوا جامعي شرائط الإمامة.
واحتجّ عليه في «المنتهى» بأنّ الهاشمي أفضل ، وتقديم المفضول على الفاضل قبيح عقلا (٦) ، وآخر بأنّه إكرام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (٧).
وفيه ؛ أنّه بعد ما ورد في حقّ العلماء : أنّهم ورثة الأنبياء (٨) وأمثاله ، بل وأشدّ
__________________
(١) الزمر (٣٩) : ٩.
(٢) يونس (١٠) : ٣٥.
(٣) لاحظ! وسائل الشيعة : ٨ / ٣٤٦ الباب ٢٦ من أبواب صلاة الجماعة.
(٤) وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٥) لاحظ! جواهر الكلام : ١٣ / ٣٥٩ و ٣٦٠.
(٦) منتهى المطلب : ٦ / ٢٣٨.
(٧) ذكرى الشيعة : ٤ / ٤١٤.
(٨) الكافي : ١ / ٣٢ الحديث ٢ ، عوالي اللآلي : ٢ / ٢٤١ الحديث ٩.