الأسرار الفاطميّة

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الأسرار الفاطميّة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وشرحه الاجمالي ما قاله الصادق عليه‌السلام ففيه في ذلك الباب باسناده عن مروان ابن صباح قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصورنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، و لسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدل عليه ، وخزانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الاشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الانهار ، وبنا ينزل غيث السماء ، وينبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله ، ولولا نحن ما عبد الله ، هكذا غيره من الاحاديث الأُخر.

ولازم ذلك هو أن آثار القدرة وآثار العلم فيهم عليهم‌السلام أكثر ظهوراً مما ظهر من غيرهم ، ومن المعلوم أن قدرته تعالى هي النافذة في الاشياء والمتصرفة فيها ، بل لا وجود لغيره تعالى مطلقا إلاّ بالقدرة ، فحينئذ لازمه أن قدرتهم هي قدرة الله الظاهرة فيهم عليهم‌السلام النافذة في الاشياء بإذنه تعالى ، فهم بهذا المعنى أولياؤه تعالى أي المتصرفون بإذنه في الوجود ، وهذا معنى الولاية التكوينية (١).

وعلى أساس هذا البيان الذي قدمناه في معنى الولاية وتعريف الولاية التكوينية ، وكلام القوم فيها ، سوف يكون بحثنا في مقامين :

المقام الأوّل : امكان وقوع الولاية التكوينية.

المقام الثاني : الولاية التكوينية لفاطمة عليها‌السلام.

المقام الأوّل : امكان وقوع الولاية التكوينية

اختلف العلماء الاعلام في امكان الولاية التكوينية ووقوعها في ثلاث أقوال :

١ ـ فمنهم من قال لا وجود للولاية التكوينية في القرآن ولا يوجد دليل واحد يدل عليها ، واستدل على ذلك بان القرآن الكريم نفسه يؤكد على ان النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يملك من أمره شيئاً إلاّ ما ملّكه الله بشكل طارئ ... وايضاً الأنبياء لا يملكون ان

__________________

(١) شرح الزيارة الجامعة : ٣٢٦.