والناطقة ، منها عملية ومنها نظرية. والعملية جعلت لتخدم النظرية ، والنظرية لا لتخدم شيئا آخر ، بل ليوصل بها إلى السعادة.
وهذه كلها مقرونة بالقوة النزوعية. والنزوعية تخدم المتخيلة وتخدم الناطقة. والقوى الخادمة المدركة ليس يمكنها أن توفي الخدمة والعمل إلا بالقوة النزوعية. فان الاحساس والتخيل والروية ليست كافية في أن تفعل دون أن يقترن إلى ذلك تشوق إلى ما أحس أو تخيل أو روّى فيه وعلم ، لأن الارادة هي أن تنزع بالقوة النزوعية إلى ما أدركت.
فإذا علمت بالقوة النظرية السعادة ونضبت غاية وتشوقت بالنزوعية واستنبطت بالقوة المرويّة ما ينبغي أن تعمل حتى تنال بمعاونة المتخيلة والحواس على ذلك ، ثم فعلت بآلات القوة النزوعية تلك الأفعال ، كانت أفعال الانسان كلها خيرات وجميلة. فإذا لم تعلم السعادة ، أو علمت ولم تنصب غاية بتشوّق ، بل نصبت الغاية شيئا آخر سواها وتشوّقت بالنزوعية واستنبطت بالقوة المروية ما ينبغي أن تعمل حتى تنال الحواس والمتخيلة ، ثم فعلت تلك الأفعال بآلات القوة النزوعية ، كانت أفعال ذلك الانسان كلها غير جميلة (١).
_________________
١) تتحقق السعادة إذا أدركت بالعقل وتشوقت بالنزوعية وفعل ما ينبغي أن يفعل بآلات النزوعية.