فالعظمى ، اجتماعات الجماعة كلها في المعمورة؛ والوسطى ، اجتماع أمة في جزء من المعمورة؛ والصغرى ، اجتماع أهل مدينة في جزء من مسكن أمة (١).
وغير الكاملة : اجتماع أهل القرية ، واجتماع أهل المحلة ، ثم اجتماع في سكّة ، ثم اجتماع في منزل. وأصغرها المنزل. والمحلة والقرية هما جميعا لأهل المدينة؛ الا أن القرية للمدينة على أنها خادمة للمدينة؛ والمحلة للمدينة على أنها جزؤها. والسكة جزء المحلة؛ والمنزل جزء السكة؛ والمدينة جزء مسكن أمة والأمة جزء جملة أهل المعمورة (٢).
فالخير الأفضل والكمال الأقصى انما ينال أولا بالمدينة ، لا باجتماع الذي هو أنقص منها. ولما كان شأن الخير في الحقيقة أن يكون ينال بالاختيار والارادة ، وكذلك الشرور انما تكون بالارادة والاختيار ، أمكن أن تجعل المدينة للتعاون على بلوغ بعض الغايات التي هي شرور؛ فلذلك كل مدينة يمكن أن ينال بها السعادة. فالمدينة التي يقصد بالاجتماع فيها التعاون على الأشياء التي تنال بها السعادة في الحقيقة ، هي المدينة الفاضلة. والاجتماع الذي به يتعاون على نيل السعادة هو الاجتماع الفاضل. والأمة التي تتعاون مدنها كلها على ما تنال به السعادة هي الأمة الفاضلة. وكذلك المعمورة الفاضلة ، انما تكون إذا كانت الأمم التي فيها تتعاون على بلوغ السعادة (٣).
_________________
١) أنواع الاجتماعات الكاملة ثلاثة : المعمورة والأمة والمدينة.
٢) أنواع الاجتماعات غير الكاملة : القرية والمحلة والسكة والمنزل.
٣) المدينة أصغر اجتماع يوفر السعادة ، والمدينة الفاضلة هي التي يتعاون أهلها على نيل السعادة وكذلك الأمة والمعمورة.