و ـ والمدينة الجماعية ، هي التي قصد أهلها أن يكونوا أحرارا ، يعمل كل واحد منهم ما شاء ، لا يمنع هواه في شيء أصلا.
وملوك الجاهلة على عهد مدنها ، أن يكون كل واحد منهم انما يدبّر المدينة التي هو مسلّط عليها ليحصل هواه وميله. وهمم الجاهلة التي يمكن أن تجعل غايات هي تلك التي أحصيناها آنفا.
المدينة الفاسقة
ـ وأما المدينة الفاسقة ، وهي التي آراؤها الآراء الفاضلة ، وهي التي تعلم السعادة واللّه عز وجل والثواني والعقل الفعّال ، وكل شيء سبيله أن يعلمه أهل المدينة الفاضلة ويعتقدونها ، ولكن تكون أفعال أهلها أفعال أهل المدن الجاهلة (١).
المدينة المبدلة
ـ والمدينة المبدّلة ، فهي التي كانت آراؤها وأفعالها في القديم آراء المدينة الفاضلة وأفعالها ، غير أنها تبدّلت فدخلت فيها آراء غير تلك ، واستحالت أفعالها إلى غير تلك (٢).
المدينة الضالة
ـ والمدينة الضالة ، هي التي تظن بعد حياتها هذه السعادة ، ولكن غيّرت هذه ، وتعتقد في اللّه عز وجل وفي الثواني وفي العقل
_________________
١) المدينة الفاسقة آراؤها آراء أهل المدينة الفاضلة وأفعالها أفعال أهل المدينة الجاهلة.
٢) المدينة المبدلة بدلت بعض آرائها وأفعالها الفاضلة.