الفعّال آراء فاسدة لا يصلح عليها (حتى) ولا ان أخذت على أنها تمثيلات وتخيلات لها ، ويكون رئيسها الأول ممن أوهم أنه يوحى إليه من غير أن يكون كذلك ، ويكون قد استعمل في ذلك التمويهات والمخادعات والغرور (١).
وملوك هذه المدن مضادّة لملوك المدن الفاضلة ، ورئاستهم مضادّة للرئاسات الفاضلة ، وكذلك سائر من فيها. وملوك المدن الفاضلة الذين يتوالون في الأزمنة المختلفة واحدا بعد آخر فكلهم كنفس واحدة ، وكأنهم ملك واحد يبقى الزمان كلّه. وكذلك ان اتفق منهم جماعة في وقت واحد ، إما في مدينة واحدة ، وإما في مدن كثيرة ، فان جماعتهم كملك واحد ، ونفوسهم كنفس واحدة ، وكذلك أهل كل رتبة منها ، متى توالوا في الأزمان المختلفة ، فكلهم كنفس واحدة تبقى الزمان كله. وكذلك إن كان في وقت واحد جماعة من أهل رتبة واحدة ، وكانوا في مدينة واحدة أو مدن كثيرة ، فان نفوسهم كنفس واحدة ، كانت تلك الرتبة رتبة رئاسة أو رتبة خدمة (٢).
وأهل المدينة الفاضلة لهم أشياء مشتركة يعلمونها ويفعلونها ، وأشياء أخر من علم وعمل يخص كل رتبة وكل واحد منهم. انما يصير (كل واحد) في حدّ السعادة بهذين ، أعني بالمشترك الذي له ولغيره معا ، وبالذي يخصّ أهل المرتبة التي هو منها. فإذا فعل ذلك كل واحد منهم ، أكسبته أفعاله تلك هيئة نفسانية جيدة فاضلة؛ وكلما
_________________
١) المدينة الضالة تعتقد اعتقادات فاسدة في الله والثواني والسعادة.
٢) ملوك المدن الفاضلة متشابهون وكذلك نظمها ومراتبها.