فيلزم عنها وجود سائر الأجسام. فتختلط أولا الاسطقسات بعضها مع بعض ، فيحدث من ذلك أجسام كثيرة متضادة ، ثم تختلط هذه المتضادة بعضها مع بعض فقط ، وبعضها مع بعض ومع الاسطقسات ، فيكون ذلك اختلاطا ثانيا بعد الأول؛ فيحدث من ذلك أيضا أجسام كثيرة متضادة الصور. ويحدث في كل واحد من هذه أيضا قوى يفعل بها بعضها في بعض ، وقوى تقبل بها فعل غيره (من الأجسام) فيها ، وقوى تتحرك بها من تلقاء نفسها بغير محرك من خارج. ثم تفعل فيها أيضا الأجسام السماوية ، ويفعل بعضها في بعض ، وتفعل فيها الاسطقسات ، وتفعل هي في الاسطقسات أيضا؛ فيحدث من اجتماع هذه الأفعال بجهات مختلفة اختلاطات أخر كثيرة تبعد بها عن الاسطقسات والمادة الأولى بعدا كثيرا. ولا تزال تختلط اختلاطا بعد اختلاط قبله ، فيكون الاختلاط الثاني أبدا أكثر تركيبا مما قبله؛ إلى أن تحدث أجسام لا يمكن أن تختلط؛ فيحدث من اختلاطها جسم آخر أبعد منها عن الاسطقسات. فيقف الاختلاط (١).
فبعض الأجسام يحدث عن الاختلاط الأول ، وبعضها عن الثاني ، وبعضها عن الثالث ، وبعضها عن الاختلاط الآخر. والمعدنيات تحدث باختلاط أقرب إلى الاسطقسات وأقل تركيبا ويكون بعدها عن الاسطقسات برتب أقل. ويحدث النبات باختلاط أكثر منها تركيبا وأبعد عن الاسطقسات برتب أكثر. والحيوان غير الناطق يحدث
_________________
١) ثم عن اختلاطات الاسطقسات المتكررة تحدث الأجسام.