باختلاط أكثر تركيبا من النبات. والانسان وحده هو الذي يحدث عن الاختلاط الأخير (١).
ويحدث في كل واحد من هذه الأنواع قوى يتحرك بها من تلقاء نفسه ، وقوى يفعل بها في غيره ، وقوى يقبل بها فعل غيره فيه. والفاعل منها في غيره فموضوعات فعله ثلاثة بالجملة : منها ما يفعل فيه على الأكثر ، ومنها ما يفعل فيه على الأقل ، ومنها ما يفعل فيه على التساوي. وكذلك القابل لفعل غيره ، قد يكون موضوعا لثلاثة أصناف من الفاعلات : لما هو فاعل فيه على الأكثر ، ولما هو فاعل فيه على الأقل ، ولما هو فاعل فيه على التساوي. وفعل كل واحد في كل واحد اما بأن يرفده ، وإما بأن يضادّه (٢).
ثم الأجسام السماوية تفعل في كل واحد منها مع فعل بعضه في بعض ، بأن ترفد بعضها وتضاد بعضها. وما ترفده فانه ترفده حينا وتضاده حينا ، وما تضاده فانه تضاده حينا وترفده أيضا حينا آخر ، فتقترن أصناف الأفعال السماوية فيها إلى أفعال بعضها في بعض؛ فيحدث من اقترانها امتزاجات واختلاطات أخر كثيرة جدا ، يحدث في كل نوع أشخاص كثيرة مختلفة جدا. فهذه هي أسباب وجود الأشياء الطبيعية التي تحت السماوية (٣).
_________________
١) المعادن تحدث أولا عن اختلاطات الاسطقسات ثم يحدث النبات عن اختلاطات أكثر تركيبا. ثم الحيوان عن اختلاطات أكثر تركيبا. والانسان يحدث عن الاختلاط الأخير.
٢) كل من المعادن والنبات والحيوان والانسان يفعل وينفعل مع غيره.
٣) الأجسام السماوية تفعل في الأجسام الأرضية فينتج عن كل نوع أشخاص كثيرة مختلفة.