المعقولات ، وبها يميز بين الجميل والقبيح ، وبها يحوز الصناعات والعلوم ، ويقترن بها أيضا نزوع نحو ما يعقله (١).
فالقوة الغاذية ، منها قوة واحدة رئيسة ، ومنها قوى هي رواضع لها وخدم. فالقوة الغاذية الرئيسة هي من سائر أعضاء البدن في الفم؛ والرواضع والخدم متفرقة في سائر الأعضاء؛ وكل قوة من الرواضع والخدم فهي في عضو ما من سائر أعضاء البدن؛ والرئيسة منها هي بالطبع مدبرة لسائر القوى ، وسائر القوى يتشبه بها ويحتذي بأفعالها حذو ما هو بالطبع غرض رئيسها الذي في القلب ، وذلك مثل المعدة والكبد والطحال ، والأعضاء الخادمة هذه ، والأعضاء التي تخدم هذه الخادمة ، والتي تخدم هذه أيضا. فإن الكبد عضو يرؤس ويرأس ، فإنه يرأس بالقلب ويرؤس المرارة والكلية وأشباههما من الأعضاء؛ والمثانة تخدم الكلية ، والكلية تخدم الكبد ، والكبد يخدم القلب؛ وعلى هذا توجد سائر الأعضاء (٢).
والقوة الحاسة ، فيها رئيس وفيها رواضع؛ ورواضعها هي هذه الحواس الخمس المشهورة عند الجميع ، المتفرقة في العينين وفي الأذنين وفي سائرها. وكل واحد من هذه الخمس يدرك حسا ما يخصه. والرئيسة منها هي التي اجتمع فيها جميع ما تدركه الخمس بأسرها ،
_________________
١) قوى النفس خمس تحدث على التوالي وهي الغاذية والحاسة والنزوعية والمتخيلة والناطقة.
٢) القوة الغاذية رئيسها القلب وأعضاؤها الكبد والكلية والمثانة والمرارة والمعدة والطحال.