بالتخيل ، وإما بالقوة الناطقة ، وحكم فيه أنه ينبغي أن يؤخذ أو يترك. والنزوع قد يكون إلى علم شيء ما ، وقد يكون إلى عمل شيء ما ، إما بالبدن بأسره ، وإما بعضو ما منه. والنزوع انما يكون بالقوة النزوعية الرئيسية (١).
والأعمال بالبدن تكون بقوى تخدم القوة النزوعية. وتلك القوى متفرقة في أعضاء أعدت لأن يكون بها تلك الأفعال ، منها أعصاب ومنها عضل سارية في الأعضاء ، والتي تكون بها الأفعال التي نزوع الحيوان والانسان إليها. وتلك الأعضاء مثل اليدين والرجلين وسائر الأعضاء التي يمكن أن تتحرك بالارادة. فهذه القوى التي في أمثال هذه الأعضاء هي كلها جسمانية وخادمة للقوة النزوعية الرئيسية التي في القلب (٢).
وعلم الشيء قد يكون بالقوة الناطقة ، وقد يكون بالمتخيلة ، وقد يكون بالاحساس.
فإذا كان النزوع إلى علم شيء شأنه أن يدرك بالقوة الناطقة ، فان الفعل الذي ينال به ما تشوق من ذلك ، يكون بقوة ما أخرى في الناطقة ، وهي القوة الفكرية ، وهي التي تكون بها الفكرة والرؤية والتأمل والاستنباط (٣).
_________________
١) القوة النزوعية هي محبة الأشياء أو كرهها وتدعى الارادة التي هي نزوع إلى الشيء أو عنه.
٢) مركز القوة النزوعية في القلب كسائر القوى النفسانية وأعضاء الحركة في الجسم كالأعصاب والعضلات واليدين والرجلين خدم للنزوعية.
٣) القوة الناطقة تخدم النزوعية.