العمد والخطأ ، ولا يرد أنّ الله يستحيل منه التخلية بين المعصوم وبين مثل هذا النسيان ، لأنّهما دعوى من غير دليل ، وإنّما تتمّ على قولنا على أنّ الله قد خلّى بين المكلّفين وبين تعمّد مثل ذلك.
الرابع والعشرون :
انّ النبيّ صلّى الله عليه وآله لو لم يكن معصوماً من السهو والنسيان لما صلح أن يكون شهيداً على الناس ، لاحتمال نسيانه الشهاده ، فإنّها ليست من قسم التلٍبيغ مطلقاً ، فينافي قوله تعالى ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) (١).
الخامس والعشرون :
الإمام يجب أن يخشى ، وإلاّ لانتفت فائدة بعثته والأمر بطاعته ، ولقوله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (٢) ، ومن فعل معصية سهواً فهو ظالم ، وكذا كلّ من سها لانّه وضع الشيء في غير موضعه ، والظالم لا يجوز أن يخشى لقوله تعالى : ( إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ ) (٣).
السادس والعشرون :
لو جاز السهو والنسيان على المعصوم في غير تبليغ ، لجاز عليه تعدّي حدود الله سهواً ، وإذا صدر ذلك منه ، كان ظالماً لقوله تعالى : ( وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ
__________________
(١) سورة البقرة : ١٤٣.
(٢) سورة النور : ٦٣.
(٣) سورة البقرة : ١٥٠.