اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) (١) ( وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (٢) ، ولما تقدّم الظالم لا يناله عهد الإمامة لما مرّ.
السابع والعشرون :
لو جاز السهو والنسيان على المعصوم في غير التبليغ ، لجاز أن يقاتل المؤمنين ، بل المعصومين ويحاربهم نسياناً وسهواً ، وإذا جاز ذلك ، جاز للمؤمنين محاربته على وجه المدافعة ، لما تقرّر من أدلّتها العقليّة والنقليّة ، كقوله تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ) (٣) وقوله : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) (٤) وغير ذلك ، والأحاديث في ذلك كثيرة ، وإذا جار ذلك وأدّى إلى القتل ، كان قتله جائزاً ، بل واجباً ، وهو باطل قطعاً.
الثامن والعشرون :
لو جاز عليه السهو والنسيان ، لجاز عليه الكذب سهواً في غير التبليغ على قولكم ، وكلّ كاذب ظالم لقوله تعالى : ( فَمَنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (٥) وبدلالة معناه اللغوي ، والظالم لا يكون إماماً لما مرّ ، ولا يظن انّ افتراء الكذب بمعنى التعمّد ؛ إذ هو غير مخصوص به لغة ، بل هو أعمّ كما يظهر من الصحاح وغيرها ، وتخصيصه بالعمد في قوله تعالى :
__________________
(١) سورة الطلاق : ١.
(٢) سورة البقرة : ٢٢٩.
(٣) سورة البقرة : ١٩٤.
(٤) سورة البقرة : ١٩٠.
(٥) سورة آل عمران : ٩٤.