وقد فسّره الأئمّة عليهم السلام بالترك (١) ، فالمعنى إنّه سينسى (٢) ؛ أي سيترك (٣) هذه الهيئة ويريد الرجوع فيها.
وأمّا إقعاد الخادم خلفه ، فلا يدلّ على جواز السهو عليه فضلا عن وقوعه ، بل الحكمة ؛ أمّا حصول الثواب للخادم ، أو ليتعلّم منه الصلاة ، أو لتحفظ عنه القراءة والأذكار ، أو ليتعلّم الناس الاعتناء بالصلاة ، أو للإشارة إلى جواز الاعتماد على قول الغير في عدد الركعات ، أو لئلاّ يخلو في بيت وحده كما وقع التصريح به في الحديث ، أو لئلاّ يعيّر أحد أحداً بالسهو ، كما صرّح به أيضاً ، أو لتعليم الناس التحفّظ من السهو أو غير ذلك من الحكم والمصالح ونظيره أمر الله الحفظة بكتابة أعمال بني آدم وحفظهما ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) (٤) ( لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ) (٥) فما أجبتم : فهو جوابنا.
فقد ظهر إنّ الأحاديث الّتي يمكن الحكم بصحّتها في الجملة ثلاثة ، فكيف تقاوم جميع ما مرّ وما أشرنا إليه ممّا نذكره ؟
السادس : كونها معارضة للأدلّة العقليّة الكثيرة الّتي أوردنا بعضها وأشرنا إلى الباقي ، وموافقة معارضها للأدلّة المذكورة.
السابع : كونها مستلزمة للمفاسد السابقة وغيرها على تقدير ابقائها على ظاهرها.
__________________
(١) روي هذا المعنى عن ابن عبّاس ، عن اُبي بن كعب ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : قال موسى عليه السلام : ( لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) يقول : بما تركت من عهدك. «انظر : بحار الأنوار ١٧ : ١١٩».
(٢) في ج : إنّك ستنسى.
(٣) في ج : ستترك.
(٤) سورة مريم : ٦٤.
(٥) سورة طه : ٥٢.