عبد عمرو ؟ وهذا كلّه مجهول غير معروف.
ودعواه انّه قد روى الناس عنه ، دعوى لا برهان عليها ، وما وجدناه في اُصول الفقهاء ولا الرواة حديثاً عن هذا الرجل ، ولا ذكراً له.
ولو كان معروفاً كمعاذ بن جبل ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي هريرة وأمثالهم ، لكان ما تفرّد به غير معمول عليه ، لما ذكرنا من سقوط العمل بأخبار الآحاد ، فكيف وقد بيّنّا أنّ الرجل مجهول غير معروف ؟ فهو متناقض باطل بما لا شبهة فيه عند العقلاء.
ومن العجب بعد هذا كلّه انّ خبر ذي اليدين يتضمّن أنّ النبي صلّى الله عليه وآله سها فلم يشعر بسهوه أحد من المصلّين معه من بني هاشم والمهاجرين والأنصار ووجوه الصحابة ، وسادات (١) الناس ، ولا نظر إلى ذلك وعرفه إلاّ ذو اليدين المجهول ، الّذي لا يعرفه أحد ، ولعلّه من بعض الأعراب أو شعر (٢) القوم به فلم ينبّهه أحد منهم على غلطه ، ولا أرى صلاح الدين والدنيا بذكر ذلك له صلّى الله عليه وآله إلاّ المجهول من الناس.
ثمّ لم يكن يستشهد على صحّة قول ذي اليدين فيما خبّر به من سهوه إلاّ أبا بكر وعمر ، فإنّه سألهما عمّا ذكره ذو اليدين ليعتمد (٣) قولهما فيه ، ولم يثق بغيرهما في ذلك ، ولا سكن إلى أحد سواهما في معناه.
[ وانّ ] (٤) شيعيّاً يعتمد على هذا الحديث في الحكم على النبي صلّى الله
__________________
(١) كذا في النسخ ، وفي المصدر : وسراة.
(٢) كذا في النسخ ، وفي المصدر : أشعر.
(٣) في ب : ليعقد.
(٤) ليس في ب.