ليعلموا أحكام السهو ولئلاّ يعيّر أحد أحداً بالسهو ، والفرق بين هذا والأوّل انّ المعروف هنا أمر خاص وهناك عام ، ويكون من فوائد ذلك أنّه لو أظهر حقيقة الحال واستحالة السهو لخرج كثير منهم إلى الغلو لضعف الإيمان جداً في ذلك الوقت.
الرابع : أن يكون صلّى في الواقع ركعتين عمداً قبل أن تفرض الصلاة أربع ركعات ، فقد روى انّ الصلاة كانت قد فرضت ركعتين ركعتين ، فكانت الخمس صلوات عشر ركعات ، ثمّ زاد رسول الله صلّى الله عليه وآله سبع ركعات ، ثمّ أوجبها الله على الناس (١) ، وقد كان الكلام أيضاً غير محرّم في الصلاة ثمّ صار محرّم.
وممّن صرّح بذلك السيّد المرتضى في تنزيه الانبياء (٢) وغيره فلعلّه صلّى ركعتين قبل أن تفرض الأخيرتان ، وكان قد أمر الناس بها على وجه الاستحباب ، فظنّوا الوجوب ، فتعمّد الترك واظهار صورة (٣) السهو لدفع المفسدة السابقة ، وتحصيل المصالح المتقدّمة وغيرها.
الخامس : أن يكون صلّى في الواقع ركعتين بعد فرض الأخيرتين ، وكان مأموراً أمراً خاصّاً به ، بأن يفعل ذلك إظهاراً لصورة سهو ، وهي في الواقع عمد لأجل المصالح السابقة ، والحكم المشار إليها ، فيصدّق انّ ذلك كان من الله كما وقع التصريح به سابقاً ، وكما فهمه ابن بابويه.
__________________
(١) الكافي ٨ : ٣٤٠ ح ٥٣٦ ، عنه الوسائل ٣ : ٣٤ باب عدد الفرائض ح ١٢.
(٢) تنزيه الأنبياء : ١٠٨.
(٣) في ج : سورة.