السلام : يا علي ، والله لولا انّي أخاف أن تقول فيك طوائف من اُمّتي ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت فيك اليوم قولاً لا تمرّ بملأ إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك يتبرّكون به (١) ومثل ذلك كثير جداً.
العاشر : أن تكون الركعتان الأخيرتان لم تكن واجبة على النبيّ صلّى الله عليه وآله أصلاً ، فإنّه هو الّذي زادها وأوجبها على الاُمّة ، فأجاز الله له ذلك كما مرّ ، ويحتمل كونها غير واجبة عليه ، ويكون ذلك من خواصّه ، وإن لم ينقل إلينا تصريح بذلك ، فليس كلّ خواصّه قد نقلت.
وإذا لم تكن الأخيرتان واجبة عليه ، فلا يبعد في تركهما عمداً ، ثمّ الإتيان بهما لأجل الحكمة والمصلحة السابقة وغيرها.
الحادي عشر : أن يكون حديث ذي الشمالين لا أصل له ، ويكون من مخترعات العامّة وممّا نسبوه إلى الرسول صلّى الله عليه وآله بغير أصل ، وتكون رواية الأئمّة عليهم السلام له ، ونقلهم ايّاه لأجل تعليم الشيعة الاحتجاج به على العامّة فيما تضمّنه من الأحكام الشريعة الّتي خالف فيها كثير منهم ، والاحتجاج على العامّة بما يعتقدونه حجّة من أحاديثهم الموضوعة ، وأكاذيبهم المخترعة ، قد وقع من الأئمة عليهم السلام ومن خواصّ أصحابهم على وجه الإلتزام (٢) والمعارضة في أحاديث كثيرة جداً ، ولا يأبي هذا الوجه من أحاديث السهو شيء ، فقد أشاروا عليهم السلام لأصحابهم إشارات بمثل ذلك ، بل صرّحوا في بعض الروايات ،
__________________
(١) الكافي ٨ : ٥٧ ح ١٨ ، تفسير البرهان للبحراني ٤ : ١٥٠ ـ ١٥١ ، نور الثقلين ٤ : ٦٠٩.
(٢) في ج : الإلزام.