الشامل للعبادة وغيرها ، وأوردوا أدلّة كثيرة شاملة للعبادة ، ولا يحضرني جميع تلك الكتب ، فأنا أذكر ما أمكن إيراده الآن من ذلك.
قال الشيخ الأجل رئيس الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدّس الله سرّه في التهذيب بعد ما روى حديثاً : ان رسول الله صلّى الله عليه وآله ما سجد سجدتي السهو قطّ ولا يسجدهما فقيه (١).
قال محمد بن الحسن : الّذي أفتي به ما تضمّنه هذا الخبر ، وأمّا الأخبار التي قدّمناها من انّ النبي سها فسجد ، فانها موافقة للعامّة ، وانّما ذكرناها لأن ما تضمّنته من الأحكام معمول به على ما بيّناه (٢). انتهى.
وقال في موضع آخر بعدما أورد حديثين بعنوان المنافاة ، يتضمّنان قصة ذي الشمالين ما هذا لفظه : على انّ في الحديثين الأوّلين ما يمنع من التعلّق بهما ، وهو حديث ذي الشمالين وسهو النبي صلّى الله عليه وآله وهذا ممّا تمتنع (٣) العقول منه. (٤) انتهى.
وقال في كتاب الاستبصار في باب السهو في صلاة المغرب ، بعدما أورد حديثين بعنوان المنافاة ، وجمع بينهما وبين الأحاديث السابقة ، ثمّ قال : مع انّ الحديثين ما يمنع من التعلّق بهما ، وهوحديث ذي الشمالين وسهو النبي صلّى
__________________
(١) التهذيب ٢ : ١٨٠ ح ٧٢٦ ، عنه بحار الأنوار ١٧ : ١٠٢ ح ٨.
(٢) والخبر أقوى ممّا تقدّم سنداً ، وفيما تقدّم دليل على أن هذا المضمون كان مشهوراً بين العامّة ، فالأخبار واردة في شرح ما يقولونه.
(٣) في ب : تمنع.
(٤) التهذيب ٢ : ١٨٠ ح ٧٢٤ و ٧٢٥.