عليك السهو فدعه ، فانّه يوشك أن يدعك ، إنّما هو من الشيطان (١).
أقول : هذا صريح في حصر السهو مطلقاً في كونه من الشيطان ، ومثله كثير ، وهو الصحيح الذي يوافق الاعتبار والأخبار ، وليس للشيطان سلطان على المعصوم لنص القرآن والحديث واعتراف الخصم ، ولا يتصوّر وقوع السهو الحقيقي من الله أصلاً كما يأتي تحقيقه إن شاء الله.
السادس والعشرون :
ما رواه ابن بابويه أيضاً في الباب المذكور بإسناده عن عمر بن يزيد انّه قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام السهو في المغرب.
فقال : صلّها بقل هوالله أحد وقل يا أيّها الكافرون. ففعلت ذلك فذهب عنّي (٢).
أقول : وفي معناه أحاديث كثيرة ، وإذا كانوا يعلمون ما يدفع السهو ، ويعلّمونه الناس ، فكيف يجوز أن لا يعلموا بعلمهم في ذلك مع أنّه من أعظم المهمّات ؟ ولا يجوز عليهم التهاون والتغافل وعدم المبالاة بالعبادات الواجبة.
السابع والعشرون :
ما رواه أيضاً فيه بإسناده عن إسماعيل بن مسلم ، عن الصادق ، عن آبائه عليه السلام إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أتاه رجل فقال : [ يا
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٣٨.
(٢) من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٣٨.