وهو في حشد من المهاجرين والانصار فنيطت دونها ملاة ثم أنت انة اجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس فامهلت حتى سكن نشيج القوم وهدات فورتهم فافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعاد القوم في بكائهم فلما امسكوا عادت في كلامها فقالت لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تعرفوه تجدوه أبي دون آبائكم واخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ النذارة صادعا بالرسالة مائلا على مدرجة المشركين ضاربا لثبجهم آخذا بكظمهم يهشم الاصنام وينكث الهام حتى هزم الجمع وولوا الدبر وتغرى الليل عن صبحه واسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الاقدام تشربون الطرق وتقتاتون الورق اذلة خاشعين تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم فانقذكم الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد اللتيا والتي وبعد ما منى بهم الرجال وذؤبان العرب (ومردة أهل الكتاب) كلما حشوا نارا للحرب اطفاها ونجم قرن للضلال وفغرت فاغرة من المشركين قذف باخيه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطا صماخها باخمصه ويخمد لهبها بحده مكدودا في ذات الله قريبا من رسول الله سيدا في اولياء الله وانتم في بلهنية وادعون آمنون حتى إذا اختار الله لنبيه دار انبيائه ظهرت خلة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الآفلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم واطلع الشيطان راسه من مغرزه صارخا بكم فوجدكم لدعائه مستجيبين وللغرة فيه ملاحظين فاستنهضكم فوجدكم