وأسهله قالت الجارية شيئا وتركت شيئا ايضا قالت نعم والله انك لن تنالها إلا مجردا مقبلا ومدبرا قلت وهذا ايضا أفعله قالت هلم دينارك فأخرجت دينارا فنبذته إليها فصفقت تصفيقة أخرى فأجابتها امرأة قالت قولي لابي وأبي الحسين هلما الساعة قلت في نفسي : أبو الحسن وأبو الحسين هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال فإذا شيخان خاضبان نبيلان قد أقبلا فصعدا فقصت عليهما المرأة القصة فخطب احدهما واجاب الاخر واقررت بالتزويج وأقرت المرأة ودعوا لنا بالبركة قال ثم نهضا فاستحييت ان احمل الجارية مؤونة من الدينار ودفعت إليها آخر وقلت هذا لطيبك قالت بأبي أنت اني لست ممن تمس طيبا لرجل إنما أتطيب لنفسي إذا خلوت قلت فاجعلي هذا لغذائنا اليوم قالت أما هذا فنعم فنهضت الجارية وأمرت باصلاح ما يحتاج إليه ثم عادت وتغذينا وجاءت باداة وقضيب وقعدت تجاهي ودعت بنبيذ قد اعدته ثم اندفعت تغني بصوت لم اسمع قط مثله فإني آلف بيوت القيان وغيرها منذ ثلاثين سنة وقد سمعت مهدية جارية ابن الساحر وغيرها من الجيدات فما سمعت بمثل ترنمها لاحد فكدت ان اطير سرورا وطربا وجعلت اربع ان تدنو مني فتأبى الى ان تغنت بشعر لم اعرفه وهو
راحوا يصيدون الظباء وانني |
|
لارى تصيدها علي حراما |
اعزز علي بأن أروع شبيهها |
|
أو ان يذقن على يدي حماما |
فقلت جعلت فداك من تعني بهذا الشعر قالت جماعة اشتركوا فيه معبد وابن سريح وابن عائشة قال اسحاق الناس يغلطون في هذا غلطا فاحشا واكثر المغنيين يضيفون الغناء الى اول من غناه وربما تغنى به الثاني فيزيد