فتطأطأتم له تطأطأ الحقة ووليتموه ادباركم حتى علا اكتافكم فلم يزل ينعق بكم في كل مرتع ويشد منكم على كل محنق لا ينبعث لكم هتاف ولا يأتلف لكم شهاب يهجم عليكم بالسراء ويتورط بالحوباء عرفتم أو نكرتم لا تألمون وتستنطقون حتى إذا عاد الامر فيكم ولكم واليكم في مونقة من العيش عرقها وشيج وفرعها عميم وظلها ظليل تتناولون من كثب ثمارها أنى شئتم رغدا وحليت عليكم عشار الارض دررا واستمرأتم أكلكم من فوقكم ومن تحت ارجلكم في خصب غدق وامق شرق تنامون في الخفض وتستلينون الدعة ومقتم زبرجة الدنيا وحرجتها واستحليتم غضارتها ونضرتها وظننتم ان ذلك سيأتيكم من كثب عفوا ويتحلب عليكم رسلا فانتضيتم سيوفكم وكسرتم جفونكم وقد أبى الله ان تشام سيوف جردت بغيا وظلما ونسيتم قول الله عز وجل ان الانسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا فلا يهنيكم الظفر ولا يستوطنن بكم الحصر فإن الله بالمرصاد وإليه المعاد والله ما يقول الظليم إلا على رجلين ولا ترن القوس إلا على سيتين فاثبتوا في الغرز ارجلكم فقد ضللتم هداكم في المتيهة الحرقاء كما ضل ادحية الحسقل وسيعلم كيف تكون إذا كان الناس عباديد وقد نازعتكم الرجال واعترضت عليكم الامور وساورتكم الحروب بالليوث وقارعتكم الايام بالجيوش وحمى عليكم الوطيس فيوما تدعون من لا يجيب ويوما تجيبون من لا يدعو وقد بسط باسطكم كلتا يديه يرى انهما سبيل الله فيد مقبوضة واخرى مقصورة والرؤوس تنزو عن الطلى والكواهل كما ينقف التنوم فما ابعد نصر الله من الظالمين واستغفر الله مع المستغفرين