انها ان فعلت لم يكونوا معها في شئ ما بقيت ففارقها قيس فلما احتملت الى أهلها وحضرها بعضهم قال قيس ان كنت لسارة ولقد فارقتك غير عارة ولا الصحبة منك مملولة ولا الخلائق منك مذمومة ولو لا ما آثرت ما فرق بيننا إلا الموت ولكن الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأمرهما أحق ان يطاع فقالت اثنيت بحسبك وفضلك وأنت والله ان كنت لدائم المحبة كثير القفية قليل الالية معجب الخلوة بعيد النبوة ولأن تكون ايمتي في حياتك أهون منها علي لمماتك ولتعلمن أني لا اريح الى حضن زوج بعدك قال فقال قيس ما فارقت نفسي شيئا تتبعته كما تتبعتها
وقال أحمد بن الحارث حدثني عبد الله بن علي عن أبي عمرو بن العلا قال تزوج رجل في الجاهلية بامرأة من بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر وكان الرجل من بني غدانة ففارقها فدخل عليه من فراقها غم شديد فلما فارقته قال استمعي ويستمع من حضر أما لقد اعتمدتك برغبة وعاشرتك بمحبة ولم اجد عليك زلة ولم تدخلني لك ملة وان كان ظاهرك لسرورا وباطنك للهوى ولكن القدر غالب وليس له صارف فقالت المرأة مجيبة اثنيت وانا منثية فجزيت من صاحب ومصحوب خيرا فما استرثت خيرك ولا شكوت خيرك وتمنت نفسي غيرك وما ازددت اليك إلا شرها ولا احسست في الرجال لك شبها قال ثم افترقا
حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن عبد الله بن طمهان قال حدثني محمد بن زياد الاعرابي قال قامت امرأة عروة بن الورد العبسي بعد ان طلقها في النادي أما انك والله الضحوك مقبلا السكوت مدبرا خفيف على ظهر الفرس ثقيل على متن العدو رفيع العماد كثير الرماد