تاريخها الطويل العريض ، الا وفاء الاوفياء « المانعين الحوزة والذمار » وهم الذين منعوا عنه من أراده في المدائن ، والذين ثبتوا على طاعته يوم العسرة في مسكن ، فكانوا اخوان الصدق وخيرة الانصار ، على قلتهم.
ثم سار الموكب الفخم الذي كان يقل على رواحله ، بقية اللّه في الارض ، وتراث رسول اللّه (ص) في الاسلام ، وقد ضاقت بهم الكوفة أو ضاقوا بها ، فيمموا شطر وطنهم الاول ، ليمتنعوا هناك بجوار قبر جدهم الاعظم من مكاره الدهر الخوان.
وصبَّ اللّه على الكوفة بعد خروج آل محمد منها ، الطاعون الجارف ، فكان عقوبتها العاجلة على موقفها من هؤلاء البررة الميامين. وهرب منها واليها الاموي [ المغيرة بن شعبة ] خوف الطاعون ، ثم عاد اليها فطعن به فمات (١).
__________________
١ ـ ارجع الى المسعودي على هامش ابن الاثير ( ج ٦ ص ٩٧ ).