أصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
وبلغ من عبادته أنه ما أحدث الا توضأ وما توضأ الا صلى. وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكان ظاهر الزهد ، مجاب الدعوة (١) ، ثقة من الثقات المصطفين ، اختار الآخرة على الدنيا حتى سلم نفسه للقتل دون البراءة من امامه ، وانه مقام تزل فيه الاقدام وتزيغ الاحلام.
كان في الجيش الذي فتح الشام ، وفي الجيش الذي فتح القادسية ، وشهد الجمل مع علي ، وكان أمير كندة يوم صفين ، وأمير الميسرة يوم النهروان ، وهو الشجاع المطرق الذي قهر الضحاك بن قيس في غربي تدمر. وهو القائل : « نحن بنو الحرب وأهلها ، نلقحها وننتجها ، قد ضارستنا وضارسناها ».
ثم كان أول من قتل صبراً في الاسلام.
قتله وستة من أصحابه معاوية بن أبي سفيان سنة ٥١ في « مرج عذراء » بغوطة دمشق على بعد ١٢ ميلاً منها. وقبره الى اليوم ظاهر مشهور ، وعليه قبة محكمة تظهر عليها آثار القدم في جانب مسجد واسع ، ومعه في ضريحه أصحابه المقتولون معه وسنأتي على ذكرهم.
وهدم زياد ابن أبيه دار حجر في الكوفة.
السبب في قتله
أنه كان يرد على المغيرة وزياد حين يشتمان علياً عليهالسلام ، ويقول : « أنا أشهد أن من تذمون أحق بالفضل ، ومن تزكون أولى بالذم ، وكان
__________________
١ ـ قال في الاصابة ( ج ١ ص ٣٢٩ ) : « أصابته جنابة ـ وهو أسير ـ فقال للموكل به أعطني شرابي أتطهر به ، ولا تعطني غداً شيئاً ، فقال : أخاف ان تموت عطشاً فيقتلني معاوية. قال : فدعا اللّه فانسكبت له سحابة بالماء ، فأخذ منها الذي احتاج اليه فقال له أصحابه : ادع اللّه أن يخلصنا ، فقال : اللهم خر لنا ».