الحصا ، وثار الى الصلاة وثار الناس معه.
وما كان أبو عبد الرحمن بمكانته الاجتماعية وبروحه العابدة الزاهدة بالذي يترخص في دينه أو يلجأ الى مجاملة المترخصين ، وكان يظن ان في هؤلاء بقية من الحسن قد تنفعها الذكرى وقد يجدي معها الانكار ، فأنكر انتصافاً للحق المهضوم ، وجاهد لدينه ولامامه ولصلاته بلسانه ، كما كان يجاهد بسيفه في فتوح الاسلام.
وجاءت قائمة جرائمه ـ في عرف بني أمية ـ أنه يرد السب عن علي عليهالسلام ، وأنه يريد الصلاة لوقتها ، ولا شيء غير ذلك!.
ودعا زياد « حواشيه الطيعة » الذين كانوا يبادلونه الذمم بالنعم أمثال عمر بن سعد [ قاتل الحسين عليهالسلام ] ، والمنذر بن الزبير ، وشمر بن ذي الجوشن العامري ، واسماعيل واسحق ابني طلحة بن عبد اللّه ، وخالد بن عرفطة ، وشبث بن ربعي ، وحجار بن أبجر ، وعمرو بن الحجاج ، وزجر بن قيس .. و « درازن » أخرى من هذه النماذج التي طلقت المروءة ثلاثاً ، وكانوا سبعين رجلاً ، عدهم الطبري في تاريخه واحداً واحداً [ ج ٦ ص ١٥٠ ـ ١٥١ ] ، وماز من بينهم أبا بردة بن أبي موسى الاشعري لانه كان أضعفهم عنده او لانه كان أقواهم عند معاوية ، وقال له اكتب : ـ
« بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى الاشعري للّه رب العالمين!! ، أشهد ان حجر بن عدي خلع الطاعة ، وفارق الجماعة!! ولعن الخليفة ، ودعا الى الحرب ، وجمع اليه الجموع يدعوهم الى نكث البيعة ، وكفر باللّه عزّ وجل كفرة صلعاء!! .. ».
وقال للسبعين : « على مثل هذه الشهادة فاشهدوا. أما واللّه لاجهدن على قطع خيط هذا الخائن الاحمق!! ». فشهد على هذه الصحيفة الخائنة الحمقاء سبعون من اشراف الكوفة و « ابناء البيوتات »!! .. وكتب الى معاوية في حجر وكثر عليه فكتب اليه معاوية : « شده في الحديد واحمله اليّ ».