العاص لمعاوية : « هؤلاء رجال الدنيا ، وهم شيعة علي الذين قاتلوا معه يوم الجمل ويوم صفين فكن منهم على حذر ».
وفي أحاديث سيد عبد القيس صعصعة بن صوحان سعة لا يلم بها ما نقصده من الايجاز. وانما أردنا ان نعطي بهذا صفحة من تاريخه مع معاوية وموقف معاوية منه.
٤ ـ عبد اللّه بن خليفة الطائي
مسعار حرب. كان من مواقفه في العذيب ، وجلولاء الوقيعة ، ونهاوند ، وتستر ، وصفين ما شهد له بالبطولة النادرة ، وهو الخطيب الذي رد الطائيين يوم صفين عن مزاحمة ( عدي بن حاتم ) على الراية ـ كما مر عليك في الحديث عن عدي ـ.
وصحب حجر بن عدي الكندي في موقفه القوي الذي وقفه في الذب عن أمير المؤمنين عليهالسلام.
وطاردته شرطة زياد [ وهم أهل الحمراء يومئذ ] فامتنع عليهم ، وهزمهم بقومه. خرجت أخته النوار فقالت : « يا معشر طيء أتسلمون سنانكم ولسانكم عبد اللّه بن خليفة؟ » فشد الطائيون على الشرط فضربوهم ، وأعيت الحيلة به زياداً فقبض على زعيم قبيلته ( عدي بن حاتم ) فحبسه أو يأتيه بابن خليفة. وأبى عدي أن يأتيه به ليقتله ، فرضي زياد منه بأن يغيّبه عن الكوفة.
فأشار عدي على عبد اللّه بمغادرة الكوفة ووعده أن لا يألو جهداً في ارجاعه اليها ، فسار الى « الجبلين (١) » وقيل الى « صنعاء ». ولم يزل مشرداً هناك مشبوب الاشواق الى وطنه.
وطال عليه الامد فكتب الى عدي يستنجزه وعده ، وكان شاعراً يجيد الوصف ، وله عدة قصائد ومقطوعات يعاتب بها عدياً ويذكره سوابقه وغربته واسارته ، ولكن ظروف عدي لم تساعده على اسعافه ، فبقي هناك حتى مات رحمهالله (٢) قبل موت ( زياد ) بقليل.
__________________
١ ـ هما جبلاً طيء : أجأ وسلمى ، بينهما وبين « فدك » يوم ، وبين « خيبر » خمس ليال ، وبينهما وبين المدينة ثلاث مراحل.
٢ ـ يراجع الطبري ( ج ٦ ص ٥ وص ١٥٧ ـ ١٦٠ ).