فالدّعاء أدبٌ جميل ، وحديثٌ مبارك ، ولغةٌ غنيّة ، ودينٌ قيّم ، وبلاغةٌ عبقريّة ، إلهيّة المسحة ، نبويّة العبقة )(١) .
وأضاف العلّامة القرشي أنّ الصحيفة المباركة احتوت على حقائق علميّة لم تكن معروفة في عصر الإمام عليهالسلام ، ممّا تشهد بصدورها من أهل بيت وحي السماء عليهمالسلام .
نظير قوله عليهالسلام في الدّعاء على أعداء المسلمين بقوله :
« اللَّهُمَّ وامزج مياههم وأطعمتهم بالوباء »(٢) .
فهي تشير إلى الحقيقة العلميّة التي اكتشفت في العصور الأخيرة بأنّ جراثيم الوباء المعروفة بالكوليرا تأتي عن طريق الماء ، وتنتقل عن طريق الغذاء(٣) .
فالصحيفة المباركة من حيث التقييم السندي في أعلى مراتب الصحّة والاعتبار .
وأمّا من حيث المتن فهو نورٌ إلهي ، وعلمٌ نبويّ ، وكلامٌ معصوميّ ، ككلام جدّه أمير المؤمنين عليهالسلام .. دون كلام الخالق ، وفوق كلام المخلوق .. والوجدان شاهدٌ بالعيان .
والدّعاء العشرون من هذه الصحيفة الشريفة هو دعاء مكارم الأخلاق ، الذي هو قمّة في الأخلاق الكريمة التي تربّي الجيل الصالح ، وتصنع الإنسان المتّقي الخلوق ، وتسمو بالإنسان إلى الفضائل النفسيّة ، والمكارم الروحيّة ، والمعالي الأخلاقيّة .
وترى هذا الدّعاء الشريف قد جمع بين الركيزتين الأساسيّتين في حُسن الأخلاق ..
جمع بين صفات تهذيب النفس ، إلهاماً من قوله تعالى : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )(٤) ، وبين
__________________________________
(١) مجلّة البلاغ / العدد ٦ من السنة الاُولى / ص ٥٦ .
(٢) الصحيفة المباركة السجّاديّة / الدعاء الأوّل .
(٣) حياة الإمام زين العابدين عليهالسلام / ج ٢ / ص ١٢٥ .
(٤) سورة الشمس / الآيات ٧ ـ ١٠ .