(١٦) والقول بالحقّ وإنْ عَزّ
الحقّ : ضدّ الباطل ، وهو الحكم المطابق للواقع ، والشيء الثابت الصحيح .
والعزّة : في أصل معناها ضدّ الذلّة ، وتُطلق على الشيء القليل .
يُقال : عزَّ الشيء ، إذا قلّ فلم يكد يوجد ..
فالشيء العزيز هو القليل ، لكن إذا كان مفيداً ، ومنه الحديث ( عزّ ماؤنا ليلة التاسع من المحرّم ) .
فالشيء القليل غير المفيد لا يطلق عليه العزيز .
والقول بالحقّ وإن عزّ : هو أن يقول الإنسان الحقّ ، ويتكلّم بالكلام الحقّ المفيد ، في وقت قلّة القول بالحقّ وعدم إقدام الآخرين عليه .
وقول الحقّ وإن كان قد يقوله جميع الناس ، إلّا أنّ قوله الحقّ والتصديع به في حين قلّته هو الذي يكون عزيزاً ، وهو زينة المتّقين ، وحلية الصالحين ، بل هو الذي يتقوّم به الدِّين .
وقد هدى القرآن الكريم إلى التوصية بالحقّ في قوله عزّ اسمه : ـ
( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ )(١) .
__________________________________
(١) سورة العصر : الآية ٣ . راجع كنز الدقائق / ج ١٤ / ص ٤٢٧ .