بسم الله وله الحمد والمجد
وصلّى الله على أحبّ خلقه إليه محمّد وآله الطاهرين
ولعنته على أعدائهم إلى يوم الدِّين
وبعدُ .. فإنّ علم الأخلاق من أشرف العلوم السامية ، والمعالم الراقية ، التي لها من المرتبة ، المكانة المرموقة والمحلّ الرفيع .. من حيث شرافة موضوعه ، وعظيم فائدته ، وكبير أثره ، وسموّ شأنه ، وجمال ظاهره وباطنه ، وحسن مآثره .
والفطرة الإنسانيّة في جميع الطبقات البشريّة ، وكلّ الحضارات السائدة ، وفي أيّ زمانٍ ومكان ، تدرك هذا الجمال المستحسَن في الخُلق الحَسن .
كما تدرك في مقابله بشاعة الخُلق السيء ، وقبح الأخلاق الرذيلة ، وإن كان قد يرتكبه الإنسان أحياناً بواسطة ميوله النفسيّة ، وأهوائه الشيطانيّة .. لكنّه سرعان ما يعترف بقبحه ، أو يندم على فعله .
وطبيعة الإنسان بواسطة هذه الميول والأهواء والغرائز تكشف عن احتياجه إلى التربية الأخلاقيّة ، والإرشاد الديني ، كي يسير في المسالك الصحيحة ، ويجتنب الطرق الفاسدة .