(٤) وضمّ أهلِ الفُرقة
الضمّ هو الجمع ، من قولهم : ضممته ضمّاً : إذا جمعته ، وتضامّ القوم : إذا انضمّ بعضهم إلى بعض .
والفُرقة هي الانفصال ، اسمٌ من افترق القوم بعضهم عن بعض بالأبدان أو بالقلوب .
والمستظهر هنا هو التفرّق بالقلوب ، أي ضمّ المتفرّقين بقلوبهم .
فمن حلية الصالحين وزينة المتّقين ، التأليف بين أرباب القلوب المتنافرة ، وإيقاع المحبّة بين الأنفس المتباغضة ، وجعل القوم مجتمعين متحابّين .
وهي من أسباب سعادة الدُّنيا والآخرة ، ومن مقتضيات الحياة الطيّبة ، وتحسين الأخلاق ، وإعادة حُسن الخُلق .
واعلم أنّ التعبير بأهل الفرقة دون المتفرّقين يُشعر ويفيد أنّ المقصود بهم هم الذين بناؤهم ورويّتهم الافتراق والمفارقة عن بقيّة الجماعة .
ولعلّ هذا هو الفارق بين هذه الجملة من الدّعاء وبين الجملة الآتية ( إصلاح ذات البين ) الذي يستفاد منه إصلاح الفساد بين الذين ليسوا بناؤهم على الافتراق والتفرّق كالأخ وأخيه ، والأب وابنه ، والزوج وزوجته ، والصديق وصديقه .