(١٤) وترك التعيير
التعيير : تفعيل من العار .. والعار هو كلّ شيء يلزم منه مهانةٌ على الشخص بواسطة ارتكاب ذلك الشيء .
يُقال : عيّرته بكذا ، أي نسبته إلى العار فيه ، وهو من التنقيص .
والتعيير صفةٌ مذمومة ، تستلزم إهانة المؤمن ، وإسقاط كرامته ، حتّى تعييره بالذنب الذي ارتكبه سرّاً ولم يتجاهر به .
ومن الذي يخلو من الذنب والعيب حتّى يعيّر غيره ؟
لذلك ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : ـ
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ـ مَن عيّر مؤمناً بذنبٍ لم يمت حتّى يركبه(١) ، فالعيوب الخَلقيّة والبدنيّة لا يجوز التعيير فيها كما هو واضح .
فإنّه غيبة مؤمنٍ إن كان غائباً ، وإهانته إن كان حاضراً ، وكلاهما من المعاصي الكبيرة .
والعيوب الأخلاقيّة والشرعيّة إنّما يحسن النُصح فيها للمذنب ، وهو الذي
__________________________________
(١) يُقال : ركب هذا الأمر يعني ارتكبه وفَعَلَهُ .