يكون مفيداً ومؤثّراً فيه ، دون التعيير والتشهير ، حتّى يُهان المؤمن ، ويحدث فيه العناد واللّجاج .
وحتى النقائص الاحكاميّة في الناس يحسن الإلطاف في بيانها ، وتعليمها ، لتكون النتيجة أفضل وأمثل .
وما أجمل وضوء الإمامين الهمامَين الحسن والحسين عليهماالسلام في قضيّة تعليم ذلك الرجل الكبير الذي لم يُحسن الوضوء .
حيث توضّئا أمامه بحجّة أن يحكم ذلك الرجل أنّ أيّهما أحسن وضوءاً .
فانتبه الرجل إلى صحّة وضوء أولاد الرسول ، ونقصان وضوءه هو ، فصحّح وضوء نفسه ، وحسّن وضوء الحسنين عليهماالسلام .
فمن حيلة الصلحاء ، وزينة الأتقياء ترك التعيير .
بل هو من مقوّمات الصلاح والتقوى ، إذا كان التعيير إهانة وإذلالاً للمؤمن ، وقد وردت الأحاديث المتظافرة في المنع عن إذلال المؤمن وتحقيره ، من ذلك : ـ
١ ـ حديث الإمام الصادق عليهالسلام : ـ
( قال الله عزّ وجلّ : ليأذنَ بحربٍ منّي من أذلَّ عبدي المؤمن ، وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن )(١) .
٢ ـ حديث الإمام الرضا عن آبائه عليهمالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : ـ
( مَن أذلَّ مؤمناً أو حقّره وقلّة ذات يده شهره الله على جسر جهنّم يوم القيامة )(٢) .
٣ ـ حديث تفسير القمّي في قوله تعالى : ـ
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٧٥ / ص ١٤٥ / ب ٥٦ / ح ١٢ .
(٢) بحار الأنوار / ج ٧٥ / ص ١٤٣ / ب ٥٦ / ح ٥ .