الحمّامي ، أنبأنا أبو صالح الأخباري ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني إسحاق بن الحسن الخرقي ، نبأنا أبو حذيفة ، عن سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي : أن شريحا كان يوم قومه فاتّهموه في حجر يعني حجر بن الأدبر فتقدم ذات يوم فقالوا له تأخر ، فالتفت إليهم فقال : أكلّكم على هذا؟ قالوا : نعم ، فتأخر ولم يتقدمهم ، انتهى.
قال (١) : ونبأنا عبد الله ، نبأنا أحمد بن إبراهيم ، نبأنا حجّاج ، نبأنا أبو معشر قال : فركب إليهم معاوية حتى أتاهم بمرج العذراء ، فلمّا أتاهم سلم عليهم وسألهم من أنت من أنت من أنت؟ حتى انتهى إلى حجر فقال : من أنت؟ قال : حجر بن عدي قال : كم مرّ بك من السنين؟ قال : كذا وكذا قال : كيف أنت والنساء اليوم؟ فأخبره ، ثم انصرف فأرسل إليهم رجلا أعور معه عشرون كفنا ، فلمّا رآه حجر تفاءل وقال : يقتل نصفكم ويترك نصفكم قال : فجعل الرسول يعرض عليهم التوبة والبراءة من عليّ فأبى عشرة وتبرّأ عشرة ، فقال : فقتل الذين أبوا وترك الذين تبرءوا وحفر لهم قبورهم ، فجعل يقتلهم ويدفنهم فلما انتهى إلى حجر ، جعل حجر يرعد ، فقال له الذي أراد قتله : ما لك ترعد؟ قال : قبر محفور وكفن منشور وسيف مشهور قال : تبرأ من علي؟ قال : لا أتبرأ منه ، فضرب عنقه ودفنه ، فلما كان بعد ذلك دخل عليه عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام فقال : أقتلت حجر بن الأدبر؟ قال : أقتل حجر بن الأدبر أحبّ إليّ من أن أقتل معه مائة ألف ، قال : أفلا سجنته فيكفيكه طواعين أهل الشام؟ قال : غاب عني مثلك في قومي ، يشير عليّ بمثل هذا المشورة. فلما حجّ معاوية دخل على عائشة فقالت له : يا معاوية قتلت حجر بن الأدبر قال : أقتل حجر أحبّ إليّ من أن أقتل معه مائة ألف ، انتهى.
أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي ، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقّال (٢) ، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطي ، نبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري (٣) ، أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل (٤) بن غسّان
__________________
(١) القائل أبو صالح الأخباري.
(٢) بالأصل «النعالي» والمثبت عن سير الأعلام (ترجمته ١٩ / ٢٠٤).
(٣) بالأصل «الناشري» والصواب ما أثبت انظر الأنساب.
(٤) بالأصل «الفضل» خطأ.