الغلّابي (١) ، نبأنا أبو عبد الرّحمن ، نبأنا ابن أبي غالب ، نبأنا هشيم ، نبأنا داود بن عمر ، عن بشر بن عبد الله الحضرمي قال : لما بعث زياد حجر بن عدي وخرج (٢) به إلى معاوية قال : فأمر معاوية بسجنهم بمكان يقال له مرج عذراء قال : ثم استشار الناس فيهم قال : فجعلوا يقولون القتل القتل ، فقام عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي ، وهو أبو خالد وأسد ابني عبد الله القشيري فقال : يا أمير المؤمنين أنت راعينا ونحن رعيتك ، فإن عاقبت قلنا : أصبت ، وإن عفوت قلنا : أحسنت ، والعفو أقرب وكل راع مسئول عن رعيته قال : قيّدوا القوم على قوله ، انتهى.
أخبرناه أبو عبد الله البلخي ، أنبأنا أبو القاسم بن العلّاف ، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأنا أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري ، قال : نبأنا عبد الله ، حدثنا أبو بكر بن زنجويه ، نبأنا ابن غالب ، نبأنا هشيم ، نبأنا داود بن عمرو ، عن بسر بن عبد الله الحضرمي ، قال : لما بعث زياد بحجر بن عدي وأصحابه إلى معاوية قال : فأمر معاوية بحبسهم بمكان يقال له مرج العذراء قال : ثم استشار الناس فيهم قال : فجعلوا يقولون : القتل القتل ، قال : فقال عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي وهو أبو خالد وأسد بني عبد الله القشيري فقال : يا أمير المؤمنين أنت راعينا ونحن رعيتك وأنت ركننا ونحن عمادك فإن عاقبت قلنا : أصبت ، وإن عفوت قلنا : أحسنت ، والعفو أقرب إلى التقوى ، وكل راع مسئول عن رعيته فتفرق القوم على قوله ، انتهى.
قال : ونبأنا عبد الله ، حدثنا أبي ، حدثنا مسلم ، حدّثنا أبو المغيرة الخولاني عبد القدوس بن الحجّاج ، عن ابن عيّاش يعني (٣) إسماعيل ، حدثني شرحبيل بن مسلم ، حدثني أبو شرحبيل شيخ ثقة من ثقات أهل الشام قال : لما بعث بحجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه من (٤) العراق إلى معاوية بن أبي سفيان استشار الناس في قتلهم فمنهم المشير ومنهم السّاكت ، فدخل معاوية إلى منزله فلما صلّى الظهر قام في الناس فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم جلس على المنبر فقام (٥) المنادي فنادى : أين عمرو بن
__________________
(١) رسمها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت (انظر الأنساب : الغلابي).
(٢) بالأصل : وخرجا.
(٣) بالأصل «بن» والمثبت عن بغية الطلب ٥ / ٢١٢٦.
(٤) بالأصل «إلى».
(٥) بالأصل «فقال».