مرض حذيفة مرضه الذي مات فيه فقيل له : ما تشتهي؟ قال : أشتهي الجنة قالوا (١) : فما تشتكي؟ قال : الذنوب ، قالوا : أفلا ندعو لك الطبيب؟ قال : الطبيب أمرضني ، لقد عشت فيكم على خلال ثلاث : للفقر فيكم أحبّ إليّ من الغنى ، والضعة فيكم أحبّ من الشرف ، وإنّ من حمدني منكم ولا مني في الحق سواء ؛ ثم قال : أصبحنا أصبحنا؟ قالوا : نعم ، قال : اللهمّ إني أعوذ بك من صباح النار ، حبيب جاء على فاقة ، ولا أفلح من ندم ، انتهى (٢).
قال (٣) : وحدّثني محمّد بن أبان البلخي ، نبأنا يحيى بن سليم الطائفي ، عن إسماعيل بن كثير ، عن زياد مولى ابن عياش ، عن بعض أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم قال : دخلت على حذيفة في مرضه الذي مات فيه ، فقال : اللهمّ إنك تعلم لو لا أني أرى هذا اليوم أوّل يوم من أيّام الآخرة ، وآخر يوم من أيّام الدنيا ، لم أتكلم بما أتكلّم به ، اللهمّ إنك تعلم أني كنت أختار الفقر على الغنى ، وأختار الذلة على العز ، وأختار الموت على الحياة ، حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم ثم مات ، انتهى.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (٤) [حدّثنا](٥) عبد الرّحمن بن العبّاس ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، نبأنا محمّد بن يزيد الأدمي ، نبأنا يحيى بن سليم ، عن إسماعيل بن كثير ، عن زياد مولى ابن عياش ، حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال : لو لا اني أرى هذا اليوم آخر يوم من الدنيا ، وأوّل يوم من الآخرة لم أتكلم به ، اللهمّ إنّك تعلم أني كنت أحبّ الفقر على الغنى ، وأحب الذلة على العز ، وأحبّ الموت على الحياة حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم [ثم مات رضياللهعنه](٦).
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزّى بن الحسن السجاد ، نبأنا أبو بكر الخطيب ، نبأنا أبو الحسن بن رزقوية ، نبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحداد ، أنبأنا
__________________
(١) بالأصل «قال» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٦ / ٢٦٢.
(٢) الخبر في بغية الطلب ٥ / ٢١٧٢ ـ ٢١٧٣.
(٣) بغية الطلب ٥ / ٢١٧٣.
(٤) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٨٢.
(٥) الزيادة عن الحلية ، وهي لازمة.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن حلية الأولياء.