سلوا أختكم عن شأنها وإنائها |
|
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد |
دعاها بشاة حائل فتحلبت |
|
عليه صريحا ضرّة الشاة مزبد |
فغادرها رهنا لديها لحالب |
|
ترددها في مصدر ثم مورد |
فلما سمع حسّان بن ثابت الأنصاري الهاتف يهتف أنشد يجاوب الهاتف وهو يقول (١) :
لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم |
|
وقدّس من يسري إليهم ويغتدي |
ترحّل عن قوم فضلّت عقولهم |
|
وحلّ على قوم بنور مجدّد |
هداهم به بعد الضّلالة ربّهم |
|
وأرشدهم من يتبع الحقّ يرشد |
وهل يستوي ضلّال قوم تسفّهوا |
|
عمايتهم هاد به كلّ مهتدي (٢) |
وقد نزلت منه على أهل يثرب |
|
ركاب هدى حلّت عليهم بأسعد |
نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله |
|
ويتلو كتاب الله في كلّ مسجد |
وإن قال في يوم مقالة غائب |
|
فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد |
ليهن أبا بكر سعادة جده |
|
بصحبته من يسعد الله يسعد |
ليهن بني كعب مقام فتاتهم |
|
ومقعدها للمؤمنين بمرصد (٣) |
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا مكرم بن محرز ، حدّثني أبي قال : قال حزام : أرسل عمر بن عبد العزيز إلى أبي يوما ، فدعا أبي براحلة له فركب عليه ، وأنا إذ ذاك غلام أعقل الكلام ، فدعاني أبي فحملني خلف رحله ، فخرجنا حتى إذا نحن بعمر بن عبد العزيز في جماعة من أصحابه. فسلم عليه أبي بالخلافة فردّ عليه عمر السّلام. ثم قال له عمر : يا أبا حزام أين نحن من القوم؟ فقال له أبي : كلّ يعمل على شاكلته ، أشهد يا عمر بن عبد العزيز ، لأرسل إليّ عمر بن الخطاب في منزلك هذا ، فرأيته في جماعة من أصحابه نزل عن راحلته ، ثم حط رحله ، ثم قيد راحلته كرجل من أصحابه ، ثم حسّ ركاب القوم فوجد فيها راحلة مقاربا لها من قيدها ، فأرخى لها عمر بن الخطاب ، ثم أقبل يتغيظ أرى
__________________
(١) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ٥٢.
(٢) عجزه في ديوانه : عمى وهداة يهتدون بمهتد.
(٣) كذا ولم يرد في ديوان حسان هنا ، وقد ذكر في الأبيات الأولى.