ومدينة «سبر» من أكبر ، مركزين لعبادة شمش منذ أقدم الأزمان ، وأما زوجته فهي «أيا».
(٣) الإلهة الزهرة : ـ كانت الإلهة الزهرة (عشتر ـ عشتار) أهم إلهة في سومر وأكبر ، وكان السومريون يسمونها «أنينا» بمعنى سيدة السماء ، و «عشتر» هو الإسم الأكدي السامي ، ونظيره «عشتار» لدى الفينيقيين والعبريين ، إلهة أنثى ، و «عنتر» لدى العرب الجنوبيين إله ذكر (١) ، وهي تأتي في المرتبة بعد «سين» أبيها ، و «شمش» أخيها مباشرة ، وهي أخت «أرشكيجل» إلهة العالم السفلى.
وكان يرمز إليها بنجمة ذات ثمانية أشعة أو ستة عشر شعاعا ، منقوشة داخل دائرة ، وهي التي ترشد النجوم إلى طريقها ، وهي نجمة الصباح تارة ، والمساء تارة ، وهي إلهة الحب واللذة حين تكون إلهة المساء ، ترفع إلى عرش الملك من تهواه من البشر ، وقد مجدها الآشوريون كإلهة محاربة ، سلاحها المفضل هو القوس ، وحيوانها الأثير هو الأسد ، نراها واقفة على ظهره في أغلب الصور التي تمثلها ، وقد انتشرت عبادتها في سومر وأكد ، ثم انتقلت من أكد إلى آشور ، ثم امتدت غربا وشمالا وشرقا مع جيوش آشور الفاتحة.
هذا ، وإلى جانب هذه المعبودات الوثنية ، كانت كل قوى الطبيعة ، وكل قوى الخير ، تؤله عند السومريين والبابليين ، كما كان لكل مدينة معبودات ، حتى أصبح عدد المعبودات كثيرا جدا ، غير أن أهمها جميعا ، إنما كان مردوك وآشور.
__________________
(١) كان الإله العربي «عشتر» ذكرا ، بينما كانت نظائره في جميع الأديان السامية الأخرى مؤنثة ، وهكذا رأينا الشعر العربي يذكر الزهرة مذكرة ، وحتى عند العرب الذين عرفهم «نيلوس» كان هذا النجم مذكرا ، ولما كانت العادة أن يقدم القربان من جنس المقرب إليه ، إن كان ذكرا فذكر ، وإن كان أنثى فأنثى ، وحيث نظر للقمر كشيخ كان قربانه رجلا هرما ما ممتلئ الوجه ، وأما هنا فكان ينظر إلى الزهرة كطفل صغير يتفق ومكانته بين العائلة المقدسة ، كابن لإله القمر ، وأمه إلهة الشمس.