بدومة الجندل ، وأما سواع كانت لهذيل ، وأما يغوث فكانت لمراد ، ثم لبني غطيف في الجوف عند سبأ ، وأما يعوق فكانت لهمدان ، وأما نسر فكانت لحمير ، لآل ذي الكلاع ، أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت (١).
وهكذا يبيّن لنا عبد الله بن عباس ، حبر الأمة وترجمان القرآن ، في هذا الحديث أن هذه الأسماء كانت لرجال صالحين من قوم نوح ، وأنهم لما ماتوا سوّل الشيطان لقومهم وزيّن لهم أن ينصبوا لهم صورا ، ويسموها بأسمائهم حتى ينشطوا في العبادة إذا رأوهم ولم يعبدوهم آنذاك حتى إذا هلك أولئك القوم الذين نصبوا تلك الأنصاب وعمّ الجهل فيمن خلفهم عبدوهم من دون الله تعالى.
وذكر ابن عباس في هذا الحديث أن الأوثان صارت في العرب بعد ذلك ، وأن «ودا» كان لقبيلة كلب في دومة الجندل ، و «سواعا» لقبيلة هذيل ، و «يغوث» لقبيلة مراد ، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ ، و «يعوق» لقبيلة همدان ، و «نسرا» لقبيلة حمير (٢).
هذا وقد جاء في تفسير القرطبي : قال عروة بن الزبير وغيره : اشتكى آدم عليهالسلام ، وعنده بنوه ، ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ، وكان ود أكبرهم وأبرهم به ، قال محمد بن كعب : كان لآدم عليهالسلام خمس بنين : ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ، وكانوا عبادا فمات واحد منهم فحزنوا
__________________
(١) صحيح البخاري ٦ / ١٩٩.
(٢) تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة ـ الجزء الثاني ـ الرياض ١٩٨٧ ص ٩١٠ ـ ٩١١ (نشر جامعة أم القرى بمكة المكرمة).