٣٢٠٠ قبل الميلاد ، وقبل عهد إبراهيم عليهالسلام (١٩٤٠ ـ ١٧٦٥ ق. م) والذي شرفت مصر بزيارته لها على أيام الملك «سنوسرت الثالث (١٨٧٨ ـ ١٨٤٣ ق. م) من ملوك الأسرة الثانية عشرة (١٩٩١ ـ ١٧٨٦ ق. م) ، بأكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان (١).
وأما أنه أول من صلب وقطع الأيدي والأرجل ، فيعارضه إن ذلك إنما كان فرعون موسى ، كما جاء في القرآن الكريم عن فرعون موسى (٢) ، وكما جاء في تفسير النسفي (٣) ، هذا إلى وجود تاريخي يصور وسائل التعذيب هذه في زمان فرعون موسى ، وقد ورد النص في معبد عمدا ، ويرجع إلى السنة الرابعة من عهد الفرعون «مرنبتاح» (١٢٢٤ ـ ١٢١٤ ق. م) وهو الفرعون الذي شاع في الناس أنه فرعون الخروج (٤) ، وهذا ما نميل إليه من دراساتنا عن فرعون موسى (٥).
وعلى أية حال ، فإن بعض المفسرين إنما يذهبون إلى أن الناس كانوا يمتارون من عند هذا الذي آتاه الله الملك ، الطعام ، فخرج إبراهيم يمتار مع من يمتار ، فإذا مرّ به ناس قال (أي الملك) : من ربكم ، قالوا أنت ، حتى مرّ إبراهيم ، قال من ربك ، قال : الذي يحيي ويميت (٦) ، أو كأنه كان قد سأله عن ربه الذي يدعو إلى عبادته ، وقد كسر الأصنام التي تعبد من دونه وسفه
__________________
(١) انظر (محمد بيومي مهران : مصر ـ الكتاب الأول ـ الإسكندرية ١٩٨٨ ص ٢٤١ ـ ٢٧٢ ـ طبعة رابعة ، إسرائيل ـ الكتاب الأول ـ الإسكندرية ١٩٧٨ ص ٧٢ ـ ٨٢ ، ٩١ ـ ١٠٤).
(٢) انظر : سورة الأعراف : آية ١٢٣ ـ ١٢٦ ، طه : آية ٧١ ـ ٧٦.
(٣) تفسير النسفي ٢ / ٧٠.
(٤) أحمد عبد الحميد يوسف : مصر في القرآن والسنة ـ القاهرة ١٩٧٣ ص ١١٠ ، وكذا : A. Youssef, Merenptah\'s fourth year Text at Amada, ASAE, L VIIIm ٤٦٩١, P. ٣٧٢ F.
(٥) محمد بيومي مهران : إسرائيل ١ / ٣٥١ ـ ٤٣٩.
(٦) تفسير الطبري ٥ / ٤٣٣.