مقام العلم والبيان والإخراج من الظلمات إلى النور ، وهو أكبر الآيات ، ولكل أهل زمن غرام في شيء من الأشياء يتحكم في عقولهم وأفهامهم ، والواجب على من يريد فهم كتاب الله تعالى أن يتجرد من التأثر بكل ما هو خارج عنه ، فإنه الحاكم على كل شيء ، ولا يحكم عليه شيء ، ولله در أبي مسلم ما أدق فهمه ، وأشد استقلاله فيه (١).
بقيت الإشارة إلى أن المفسرين قد اختلفوا في هذه الأربعة من الطيور ، فذهب ابن إسحاق ومجاهد وابن جريج إلى أنها : الديك والطاوس والغراب والحمام ، وقال ابن زيد : قال فخذ أربعة من الطير : قال : فأخذ طاوسا وحماما وغرابا وديكا ، مخالفة أجناسها وألوانها ، وقال ابن عباس : هي الغرنوق والطاوس والديك والحمامة ، إلى غير ذلك من آراء ، وإن كان لا طائل تحت تعيين هذه الطيور الأربعة ، إذ لو كان في ذلك مهم لنص عليه القرآن (٢).
__________________
(١) تفسير المنار ١١ / ٤٨ ـ ٤٩.
(٢) تفسير الطبري ٥ / ٤٩٤ ـ ٤٩٥ ، تفسير ابن كثير ١ / ٤٧١.