أمتاي» (١) وقد ذكر في القرآن الكريم بيونس وبذي النون ، والنون هو الحوت (السمكة) ، ويجمع على «نينان» كما في البحر ، وأنوان أيضا ، كما في القاموس (٢) ، ويقول الرازي في التفسير الكبير : إنه لا خلاف في أن ذا النون هو يونس عليهالسلام لأن النون هو السمكة ، وأن الإسم إذا دار بين أن يكون لقبا محضا ، وبين أن يكون مفيدا ، فحمله على المفيد أولى ، خصوصا إذا علمت الفائدة التي يصلح لها ذلك الوصف (٣).
هذا وقد ذكر يونس عليهالسلام في القرآن باسمه أربع مرات ، في سورة النساء (١٦٣) والأنعام (٨٦) ويونس (٩٨) والصافات (١٣٩) ، وذكر بالوصف في موضعين ، حيث لقبه الله تعالى «بذي النون» (أي الحوت) في سورة الأنبياء (٨٧) ، وبصاحب الحوت في سورة القلم (٤٨) لأن الحوت التقمه ثم نبذه ، غير أن ذكر النبي الكريم في سورتي الأنبياء والصافات إنما فيه شيء من التفضيل ، قال تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (٤) ، وقال تعالى : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ، فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ، فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ،
__________________
(١) يونان : ١ / ١.
(٢) تفسير روح المعاني : ١٧ / ٨٣ ، القاموس المحيط : ٤ / ٢٧٦.
(٣) تفسير الفخر الرازي : ٢٢ / ٢١٢.
(٤) سورة الأنبياء : آية ٨٧ ـ ٨٨ ، وانظر : تفسير الطبري ١٧ / ٧٦ ـ ٨٢ (بيروت ١٩٨٤) ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٣٠٦ ـ ٣٠٩ (بيروت ١٩٨٦) ، تفسير النسفي : ٣ / ٨٧ ـ ٨٨ (دار الفكر ـ بيروت) تفسير البحر المحيط ٦ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ، تفسير روح المعاني : ١٧ / ٨٢ ـ ٨٧ (بيروت ١٩٧٨) ، صفوة التفاسير للصابوني ٢ / ٢٧٣ (بيروت ١٩٨١) ، تفسير الفخر الرازي : ٢٢ / ٢١٢ ـ ٢١٧ ، تفسير القرطبي ص ٤٣٦٩ ـ ٤٣٧٥ وانظر : صحيح البخاري : كتاب الأنبياء ٤ / ١٩٣ ، صحيح مسلم ٧ / ١٠٢ ـ ١٠٣.