لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ، وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ، وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ، فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (١).
والآيات الكريمة تذكر أن يونس عليهالسلام كان مرسلا إلى قوم ، غير أنها لا تذكر أين كان قوم يونس عليهالسلام ، وإن كان المفهوم أنهم كانوا في بقعة قريبة من البحر ، على أن الروايات تذهب في الغالب الأعم إلى أنه أرسل إلى أهل «نينوى» (٢) من أرض الموصل بالعراق (٣) ، وفي السيرة النبوية الشريفة أن «عداسا» ، وهو غلام نصراني لعتبة وشيبة ابني ربيعة ، قدم لسيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو في الطائف ، طبقا من عنب ، ثم قال له : كل ، فلما وضع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيه يده ، قال : باسم الله ، ثم أكل ، فنظر عداس في وجهه ثم قال : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ومن أي أهل البلاد أنت يا عداس ، وما دينك؟ قال : نصراني ، وأنا رجل من أهل نينوى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ، فقال
__________________
(١) سورة الصافات : آية ١٣٩ ـ ١٤٨ ، وانظر : تفسير القرطبي ١٥ / ١٢١ ـ ١٢٥ (القاهرة ١٩٦٧) ، تفسير روح المعاني ٢٣ / ١٤٢ ـ ١٤٤ ، تفسير الطبرسي ٢٣ / ٨٣ ـ ٨٦ (بيروت ١٩٦١) ، تفسير الطبري ٢٣ / ٩٨ ـ ١٠٦ (بيروت ١٩٨٤) ، تفسير البيضاوي ٢ / ٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٦٣ ـ ١٦٦ (القاهرة ١٩٣٨) ، تفسير ابن كثير ٤ / ٣٢ ـ ٣٤ ، ابن كثير : البداية والنهاية ١ / ٢٣١ ـ ٢٣٧ ، قصص الأنبياء ١ / ٣٨٠ ـ ٣٩٨ ، تفسير النسفي ٤ / ٢٨ ـ ٣٠ ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٥ / ٢٩١ ـ ٢٩٢ ، صحيح البخاري ـ كتاب الأنبياء ، باب قول الله تعالى : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) ٤ / ١٩٣ ، صحيح مسلم ٧ / ١٠٢ ـ ١٠٣ ـ كتاب الفضائل ، باب ذكر يونس عليهالسلام.
(٢) نينوى : عاصمة الإمبراطورية الآشورية ، وتقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة ، على فم رافد صغير يدعى «الخسر» على مبعدة ٢٥ ميلا من التقاء الدجلة بالزاب ، قبالة الموصل ، وكان العبرانيون يعممون اسم نينوى ليشمل كل المنطقة حول التقاء الزاب بالدجلة (تكوين ١٠ / ١١ ـ ١٢ ، يونان ١ / ٢ ، ٣ / ٢ ـ ٧ ، قاموس الكتاب المقدس ٢ / ٩٩٠).
(٣) تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٣ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٦٧٠ ، تفسير روح المعاني ١٧ / ٨٤ ، البداية والنهاية ١ / ٢٣٢.